17.2.15

[ عطش ]


ونختارُ البعدَ أحيانًا أملًا في اختبار محبتنا في قلوب من نحبّ ،
قد نفشل في أغلب الأحيان، لكن يبقى ذلك أفضلُ بمليونِ ضعف من التململ حدّ إظهار الوجع !
نعم، في الحبّ أيضًا هناك كرامةٌ ورسميةٌ وفوقية في إحدى المساحات الضيّقة ..
لقد فاحت طلاسم الشعراء بتعدد العلاقات في حياتهم، فطبّقت النساء ذلك القالب على جميع الرجال..!
في الحبّ لا يجب أن تروي ظمأ عطش وقتكَ مع الحبيب، نحن بحاجة لذلك العطش دومًا،
من أجل بريقٍ قد يختفي إن أنت بالغت في الجرعة قليلًا !


عمريّات
17. شباط . 2015

19.6.14

في الفلسفة .. في دقيقتين

قبل شهور وقع بين يدي كتاب "فصل المقال" لإبن رشد، وتحقيق الأستاذ محمّد عمارة. في الحقيقة قمت باقتناءه لظنّي أنه سيتكلّم في السياسة، دون التدقيق أنّ الكتاب هو تحقيق لكتاب فصل المقال الفلسفي للعالم الكبير أبو الوليد بن رشد.

ربّما تكون تجربة قراءة الفلسفة بالنسبة لي هي الأولى من نوعها، وكإسمها .. لا بدّ من التركيز العميق، والخيال الواسع من أجل محاولة فهم ما يودّ الكاتب إيصاله لنا. لم أعلم كم تطغى علينا السطحيّة أو لربّما أعزو ذلك إلى الثقافة التي تربينا عليها في فهم ظواهر الأحاديث مثلًا، وإغلاق أبواب الإجتهاد أمام عقولنا، وحبسنا ضمن قوقعة محدودة تمنعنا من اختراق "الممنوعات" إن صحّ التعبير.

على سبيل المثال، البُعد الفلسفي في حديث النبي صلى الله عليه وسلّم: "أمرت أن أقاتل النّاس حتى يقولوا لا إله إلّا الله ويؤمنوا بي"، في حين أنّ المعنى الظاهر هو القتال، في حين أنّ البعد الفلسفي يقول أنّ الناس من ثلاث أصناف في التصديق، فمنهم من يصدّق بالبرهان، ومنهم من يصدّق بالأقاويل الجدليّة، ومنهم من يصدق بالأقاويل الخطابية والعاطفية.

أظنّ أن علم الفلسفة والأفق والخيال الفلسفي هو الخطّ الفاصل لما تعانيه محافلنا السنيّة من انقسامات داخليّة مختلفة، فالإستدلالات إلى الله لا تحصى، وحاشاه أن نحشرها وفق مفهومٍ ضيق وفكرٍ واحد، نلغي فيه باقي الأطراف عن بكرة أبيها .. مع الحرص أنّ هناك ثوابتٌ وعقائد أنزل فيها كتاب ونصٌ صريح لا يجوز التشكيك فيها كوحدانية الله مثلًا أو فريضة الصلاة أو الحجاب وغيرها.

وأخيرًا، مما يذكره ابن رشد، هو أنّ التأويل في ممارسته لا يجبُ أن يطّلع عليه العوام من النّاس، ومن هم ليسوا بأصحاب التصديق بالبرهان، وقد يكون استعمال البرهان في الدلائل الجدليّة والخطابية مضرّة قبل كونه منفعة. ولا بدّ من المُؤوّل أن يكون صاحب علمٍ وأفقٍ وخيال، وأن يملك في معرفة الأصول ومعرفة الإستنباط .. وهنا يأتي المعنى الفلسفي في حديث: "إن أخطأ الحاكم فأصاب فلهُ أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ" .. والمقصود بالحاكم هنا، هو العالم ، وله عذره في خطأه ، لكن إن لم يكن عالمًا إنما مجرّد متفيهق ومحبّ للكلام فلا عذر له !

أتمنى أن أكون قد وُفقت بإصال الفكرة دون فلسفة :\

:)

30.3.14

لماذا يتم تقديم الساعة والعمل بالتوقيت الصيفي

قمت بنشرها عبر حسابي الشخصي عبر فيسبوك في تاريخ 28/3 ، وارتأيت نشرها هنا للأرشفة



 (تقرأ في دقيقتين ونصف- للمهتمين)  

كانت البداية عام 1784 ، حين نشر المبعوث الأمريكي "بنجامين فرانكلين" فكرة التقليل من إضاءة الشموع في الصباح عبر مقولته "النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، يجعل الرَّجل صحيحاً وغنياً وحكيماً" ، واستغلال ساعات الصباح الباكر لذلك، ولأنه لم تكن هناك ساعات رقمية دقيقة، استبعدت فكرة التوقيت الصيفي مطلقًا.

قضية التوقيت الصيفي شغلت العالم والدول الغربية منذ ذلك الحين، لكن لم تطبق أبدًا حتى عام 1916 أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت ألمانيا هي أوّل من بدأ بذلك الموضوع من أجل أن توفّر في طاقة الفحم، لتتبعها بريطانيا وحليفاتها لاحقًا ، ولتبدأ البرلمانات تتداولها بعد ذلك بغية تحسين الوقت.

في الحقيقة أنّ ساعات النهار تمتد فعلًا في الصيف وتقصر في الشتاء، لكن وفق الإحصاءات المختلفة، فإن ذلك قد لا يؤثر على كينونة وصحة الإنسان كثيرًا، إلا أن السبب هو اقتصاديّ بشكل مباشر، والهدف منه هو الاستفادة من الشمس وساعات النهار، والطاقة التي قد تستفيد منها بعض الدول من الطاقة الشمسية بشكلٍ أساسيّ، مع العلم أن دول خط الاستواء لا تقوم بتحريك عقارب الساعة أبدًا باستثناء مناطق شرقية في البرازيل، وتستفيد مناطق نائية من الكرة الأرضية من هذا الموضوع.

في اسرائيل وفي العام الفائت، بادر الوزير "جدعون ساعر" إلى العمل بالتوقيت الصيفي قبل موعده وذلك لنفس السبب بزيادة ساعات النهار والإستفادة من حفظ الطاقة، والذي لاقى معارضةً كبيرة لأسباب عديدة أولاها تأثيره على الزراعة مثلًا وعلى بعض القطاعات العاملة، رغم تقليله وفق ادعاء بعض الإحصاءات لنسبة حوادث الطرق بنسبة 3%-4% ، وتقليل ما نسبته 3% من استعمال الكهرباء، والذي يحدّد ايضًا من الميزانية التي تصرفها الدولة.

هناك من يعتبر التوقيت الشتوي توقيتًا قياسيًا (أنا منهم  ) ، وذلك لطول الليل الذي يعتبره الكثيرون ساعات فعالية أكثر، على خلاف ما تعتبره الحكومات الاوروبية، فبالنسبة للدول والمشاريع الاقتصادية بمعظمها تعتبر استغلال ساعات النهار أكثر وفرة، بالإضافة الى امكانية استغلال النهار لممارسة النشاطات الرياضية واستغلال وجود الشمس.

يبقى التوقيت الصيفي والشتوي وأفضلهما وجهة نظر بالنسبة لنا نحنُ الأفراد، لكنها تشكّل عقبة اقتصادية لبعض الدول التي قد تتأثر بهذا الموضوع، وهذا لا يقودني إلّا الى أن أستذكر أحداث فيلم “In Time” ، والذي تدور قصّته في العام 2050 ، حيث تطرح فكرة الفيلم موضوع أهمية الوقت وتقديره بالمال، حيث تحكي القصة عن تطوير العلماء مهندسو الوراثة البشريّة قدرة البشر منح بعضهم البعض مزيدًا من الوقت للحياة، فعلى سبيل المثال، قمتَ بالذهاب إلى مقهى وشرب فنجان من النس كافييه، تقوم بدفع ساعتين من عمرك للنادل بدل منحه النقود عن طريق مصافحة خاصة تتم فيها نقل هاتين الساعتين إلى عمر النادل، وبذلك تزيد من فرصته على العيش، وعليه عليك العمل من أجل تعويض هاتين الساعتين في عمل آخر مثلًا ! 
time is money, time is power 
تريلر الفيلم لمن يودّ مشاهدته ( http://www.youtube.com/watch?v=fdadZ_KrZVw )

قرننا التكنولوجي يُشعرنا كثيرًا بقيمة الوقت، على سبيل المثال، منظمو حفلات "ام كلثوم" في الماضي والتي كانت تمتد الى 4 و5 ساعات من أجل أغنية واحدة أو اثنتين، من الصعب عليهم التعامل مع هذه المعايير اليوم. مشكلة مسلسلات الدراما باتت في مأزق ملحوظ، لا يمكنك استقطاب المُشاهد على مدار 30 يومًا كما كنتَ تفعل في السابق، خاصة أن اليوتيوب يوفر ذلك بوقت أقل وأفكار مدهشة أكثر .. الإعلانات، الأجهزة وكلّ ما يدور حولنا يقدّم لنا نفسه على أنه الأسرع والأنجع، وهنا يكمن التحدّي !

التسارع التكنولوجي سبّب لنا ضغطًا متواصلًا وهائلًا من حيث لا ندري، ينكشف هذا الضغط عند تغيير التوقيت من الشتوي إلى الصيفي، ونكشف عن سجايا مكنوناتنا و"أهمية" أوقاتنا وهذه الساعة المسلوبة عند بدء التغيير .. رغم أنه قد لا يغيّر كثيرًا لو عدنا الى اوقاتنا قليلًا وحسبناها بشكل دقيق .. لكنها التكنولوجيا !

يا سادة نحنُ في عالم باتَ وكأنه لعبةٌ كبيرة بأيدي الأقوياء ، يحدّدنا الاقتصاد وتستغلنا التكنولوجيا من أجل تعميق وتطبيق ما تدعيه من طرح، ولا يسعنا إلّا أن نركض لاهثين وراء ما يُكتب لنا !

اللهم بارك لنا في أوقاتنا .. وارزقنا أن نستثمرها في كلّ خير 



عجبتك المقالة؟ شيّرها 



روسيا وأوكرانيا: لماذا القرم؟ ولماذا كلّ هذا العناد؟ وهل تضرب أمريكا روسيا؟!


قمت بنشرها عبر حسابي الشخصي على فيسبوك في تاريخ 21/3 ، وارتأيت نشرها هنا للأرشفة

للمهتمين .. تقرأ في ثلاث دقائق فقط 

ها نحنُ نعيش لحظة حاسمة من لحظات التاريخ، شبه جزيرة القرم التي انتزعتها روسيا عام 1783 من الدولة العثمانية في معارك طاحنة في حملة ما سُمي "من غير انتظار، يجب محو التتار" ، وهم السكان الأصليون لشبه جزيرة القرم، راح ضحيّتها ما يقارب ال 350 ألف تتري مسلم، في واحدة من أبشع المجازر التي عرفها التاريخ على يد القوات الروسية، بالإضافة إلى تهجير ما وصل عدده الى مليون و20 ألف إلى تركيا وتهجير وتشتيت ما تبقى في أنحاء روسيا.

لست بصدد الحديث عن القرم وتاريخ أهلها الدامي الطويل جدًا، والمذابح التي ارتكبت بحقهم، والتي لا يتصوّرها عقل ولا يستوعبها قلب، لكن يكفي أن أذكر أن تسعة ملايين تتري قرمي منذ عام 1883 قد هبط عددهم إلى نحو 850 ألف نسمة عام 1941 .. فأيّ جرمٍ وأي كارثة ذاقها هذا الشعب ومُرّغ بها جبين الإنسانيّة!

تعدّ القرم حوالي 2 مليون نسمة فقط ، يغطي الروس فيها ما نسبته 58% ، و24% من الاوكرانيين، وفقط 12% هم من تتار القرم بحيث يصل تمثيلهم في البرلمان حتى مقعد أو اثنين فقط ، بالإضافة الى تجمعات للأقليات المختلفة كاليهود واليونانيين والأرمن وآخرون.

ربّما لاحظتم التوتر العالمي عقب ما جرى مؤخرًا في شبه جزيرة القرم ، والذي انتهى اخيرًا باستفتاء شعبي بانضمام القرم الى روسيا أو "عودة" القرم إلى الجناح الروسي كما قال بوتين -الرئيس الروسي- ، لدى نجاح الاستفتاء بما نسبته 97% من مجمل سكان القرم.

للعلم فقط، فإن القرم تعتمد على الحكومة الاوكرانية في توفير 85% من حاجتها للكهرباء، 90% من حاجتها لمياه الشرب وقسط كبير من غذائها. أي أن على روسيا أن تقدّم أكثر من مليار دولار سنويًا للقرم من أجل أن تصل القرم إلى مستوى معيشة أفقر دول روسيا مثل اوسيتا الشمالية وغيرها.

المشاكل تتفاقم في الأقاليم الروسية، وثمة هناك 10 مناطق روسية على الأقل يترتب عليها ديون تقرب من 100 في المئة من إيراداتها، ويتوقع محللون اقتصاديون أن ينخفض معدل النمو الاقتصادي في روسيا في عام 2014 إلى ما دون الواحد في المئة (-1) بعد انضمام القرم، مقارنة مع ما توقعه البنك المركزي الروسي بتحقيق نمو بين 1.5 و1.8 في المئة، أضف إلى أنه سيكون على روسيا دفع معاشات التقاعد ل560 ألفًا من المتقاعدين الجدد من القرم ورفعها من 150 دولارا شهريا الى 180 دولار من منطلق المساواة مع أبناء روسيا. ومع العلم أن متوسط الأجور في القرم يصل إلى 270 دولارا في الشهر في حين يبلغ 660 دولارا في بعض المناطق في روسيا مثل اقليم كراسنودار الروسي الواقع شمالي القرم!

ربّما يسمى هذا غباءً سياسيًّا، او لربّما حينما يسكننا الوطن لا نقوى على التفكير بما ستفرضه علينا آليات الواقع. لا يدري مساكين القرم ممن صوّتوا للدستور أيّ ويلاتٍ سيجنيه عليهم هذا القرار، على الأقل بالنظرة الخارجية "السطحية" التي نحكم عليها نحنُ من نجلس خلف شاشاتنا وراء البحار. ربّما ستحفّزهم "عودتهم" إلى أمهم روسيا الى الإبتكار وبذل الجهود في سبيل رفعة بلادهم، وقد يقودهم مع بلادهم الجديدة الى حربٍ وشيكة، تسعى روسيا الى اشعالها منذ اليوم الأول لسقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991.

تخيّل أن تنام في بيتك ليلًا وأنت في اوكرانيا ، وتستيقظ في روسيا  !

هل سنشهد حربًا عالمية على روسيا؟

بلا شكّ ما فعلته روسيا من استيلاءٍ على القرم لم يكن جديدًا في التاريخ البشري، ففي القرن التاسع عشر، وعندما كانت بريطانيا هي القوّة المهيمنة في العالم، شنّت ألمانيا النازية سلسةً من الحروب على النمسا والدنمارك وفازت بهما، وكان يفترض أن تضع بريطانيا حدًا لهذا الموضوع حتى لا تتنامى هذه القوة الصاعدة الجديدة وتحلّ مكانها .. لكنهم اكتفوا بتوقيع اتفاقية بين المانيا وبريطانيا لإعادة الاستقرار إلى اوروبا.

لا بدّ للقوة الصاعدة أن تقوم بالتوسّع الجغرافي على الأقل لتلفت أنظار العالم اليها، وخاصة تلك المهيمنة في العالم. وإن افترضنا أن امريكا هي القوة الأولى في القرن الواحد والعشرين(رغم أن الصين في نموها الاقتصادي والعسكري ترقى للهيمنة أيضًا)، فإن ذلك قد يجرّنا للتفكير بعدة احتمالات لسيناريوهات متوقعة اولها الحرب الوشيكة بين امريكا وروسيا، لتثبّت الأولى سيطرتها وهيمنتها مجددًا على العالم، وعلى ذلك يترتب العديد من التداعيات العالمية.

وفي المقابل، ربّما تقبل امريكا ودول العالم بهذه القوة الصاعدة (كما فعلت بريطانيا سابقًا)، وتسعى الى اعادة الاستقرار الدولي في ظلّ هذا المشهد الاقتصادي الأوروبي الصعب، وأوضاع الشرق الأوسط المترديّة. ولعلّ جراحها من العراق وافغانستان لم تشفى بعد، فماذا لو تحدّثنا عن دولة كـ روسيا ، تملك من الهيمنة العسكرية ما تملك، ونموٍ اقتصادي رغم بطئه على مدار العشر سنوات الأخيرة، الا أنّه ينمو !

يا سادة، يبدو أننا أمام خارطة جديدة لهذا العالم، ستتوزع على قطبين لم يفتر التنازع بينهما يومًا وإن بان ذلك. فإن رضيت أمريكا بالقرم الروسية، فإن ذلك قد يجبرها أن تقبل بما هو أكبر مستقبلًا، أو أن تفرض سيناريو آخر مختلف لم نشهده من قبل !

ويبقى ما أكتب مجرّد وجهة نظر ، قد يصدّقها الواقع أو يكذبها ..

إن أعجبتك المقالة، شيّرها 



لغز الطائرة الماليزية .. تقرأ في 3 دقائق ونصف :)

ما نشرته على حسابي الشخصي على فيسبوك في تاريخ 16/3 وقبل الإعلان عن ايجاد الطائرة .. أنشره للأرشفة هُنا ..






تاريخ خطف الطائرات عادةً ما أشار إلى وجود شخصيات مهمّة على متنها، يقوم على إثرها المختطفون باقتياد الطائرة وإجبار طاقمها على تغيير وجهة مساره والشروع لاحقًا بعمليات الإستفزاز.

وهذا ما لم يحدث حتى الآن، رحلة الخطوط الماليزية 360 وهي طائرة بيونج 777 التي اختفت وتحمل في بطنها 239 شخصاً ، فقد الاتصال بها فوق خليج تاينلاند بين ماليزيا وفيتنام في وقت مبكر من يوم السبت الماضي وهي في طريقها من كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين، دون أي إشارة تحذير أو خطر.

الأمر المحيّر أنّ هناك على الأقل 34 طائرة و 40 سفينة من عدة دول بتعداد 600 ألف شخص يبحثون عن الطائرة في دائرة نصف قطرها 50 ميل بحري من نقطة فقدان الطائرة لكن شيئاً لم يجدوه، حتى البقع النفطية التي وجدت لم تكن من الطائرة !

السيناريوهات المحتملة كانفجارها، أو اطلاق الصواريخ عليها، أو سقوطها في البحر أو حتى وجود خلل فني أجبرها على الهبوط استبعدت كليّا، ذلك أن جهاز الرادار والأجهزة الحساسة للطائرة لم تبلّغ عن شيء، وقائد الرحلة – الطيار زهاري أحمد شاه، لم يرسل لمركز الطيران عن وجود أي عطب أو خلل أو حتى عملية خطف للرحلة، مما يزيد الامور تعقيدًا.

هذا الصباح، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن نيّة مجاهدين من افغانستان ينتمون لتنظيم القاعدة في السيطرة على طائرة ماليزيّة، وتمّ توكيل خبير متفجرات لصنع أحذية متفجرة. ووفق ادعاء "سعيد باجع" أحد مخبري الشرطة، وخلال محاكمة "سليمان أبو غيث" صهر الشيخ أسامة بن لادن في محكمة له في نيويورك الأسبوع الماضي قال: "قمت باعطاء 4 أو 5 أحذية متفجّرة لمجاهدين ماليزيين من بينهم طيّار" ، ووفق أقواله أيضًا، أن عملية الخطف قد تكون تمت بمساعدة خبير خطف الطائرات خالد الشيخ محمّد، والذي خطط مسبقًا لخطف الطائرات التي فجّرت بناية التوأمين المعروفة بأحداث 11 سبتمبر.

يبدو أنّ المعارضة الماليزيّة بدأت بالتصعيد منذ الإعلان عن سجن "انور ابراهيم"، قائد المعارضة الماليزية، وصاحب الكاريزما والتأثير العجيب، والذي كان قد حُكم عليه بالسجن الأسبوع الماضي لمدة 5 سنوات بتهمة الشذوذ الجنسي وممارسة اللواط والفساد المالي، رغم التشكيك بالحمض النووي لكن محكمة الإستئناف رفضت هذا التشكيك.

العديد من الأطراف أبرزها كان واشنطن، ادعوا أنّ رئيس الوزراء الحالي عبدالرازق نجيب وزوجته هم من وراء هذه "الحبكة" القانونية وخلف هذه التهمة، خاصة أن هناك مصادر قالت أنهم قد التقوا مسؤولين في الجهاز القضائي، ومع العلم أيضًا أن انور ابراهيم هو أحد أبرز المهددين لنجيب في رئاسة الحكومة القادمة.

أنور ابراهيم، والذي وضع نصب عينيه الوصول إلى رئاسة الوزراء منذ العام 1998، ومحاولته لمّ جناح المعارضة المفتتة داخليًا -للأمانة لم أجد له إلا تصريحات موالية لإسرائيل وللحكومات الغربيّة، حاولت أن أجلب وجهة نظر مخالفة لما كُتب عنه ، وحتى الآن لم أجد- ، يواجه اليوم مجددًا السجن بذات التهم بعد أن كان قد سجن عام 2008 لمدة ست سنوات.

زهاري أحمد شاه، ربان وقائد الرحلة، وأحد المواليين الشرسين لأنور إبراهيم كما وصفته صحيفة التلغراف البريطانية، كان من ضمن الحضور في محكمته الأسبوع الماضي، وسرعان ما انتهت المحكمة وحُكم على أنور أبراهيم بالسجن، اختفت الطائرة الماليزية دون سابق انذار، ودون أيّ اسباب تذكر!

التنبؤات بمكان وجود الطائرة تتضح معالمه يومًا بعد يوم، وترجّح المصادر اختطافها من قِبل طيّار محترف يعرف المنطقة بشكل مفصّل، لكن لم تُعرف الوجهة بعد، أو بكلمات أدق لم يُعلن عنها بشكل رسمي بعد!

الغريب أنّه قد وُجد على متن الرحلة وجود شخصان يحملان الجنسية الإيرانية بجوازات سفر مزيّفة، والأغرب أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لديها أقمار صناعية وأجهزة مراقبة في الفضاء بإمكانها مسح الكرة الأرضية مجتمعة وايجاد الطائرة بأسهل مما نتوقع، أضف الى ذلك أن الصندوق الأسود للطائرة وكذلك خصائصها تمكّن القيادة المركزية من ايجادها. فلماذا كلّ هذا التخاذل الغربي في ايجادها، خاصة أن ماليزيا تشهد مؤخرًا فتنة طائفية ملحوظة، فهل سنشهد "ربيعًا " ماليزيًا جديدًا؟!

ماليزيا الحكومة، وإن حوَت في داخلها الفساد، وهذا امر موجود في جميع الحكومات في العالم بنسب متفاوتة، إلا أنها تُعرف بإسلاميّتها وسيرها على النهج التركي في التنمية مع التشديد على الفروق في شتى التصرفات. قرأت قبل فترة زيارة الشيخ القرضاوي لماليزيا من أجل الحدّ من قوى المعارضة الإسلاميّة المتشدّدة والتي تنادي باسقاط النظام لأنه لم يطبّق الشريعة- تمامًا كما حدث في مصر. ومما يزيد الأمر تناقضًا أن أنور ابراهيم يحوي أيضًا تحت جناحه حزبًا صينيًا علمانيًا يرى بعدم استمرار حكم الإسلاميين لماليزيا ، وهذا ما يجعل قوى المعارضة متآكلة داخليًا.

هل ما يحدث هو تحالف قوى التطرّف بهدف إسقاط الحكومة مثلًا، تمامًا كما حدث في مصر قبل فترة وجيزة؟

على الأغلب سنتعرّف على السبب من وراء عملية الخطف إن كانت كذلك هذا الأسبوع، ربّما تكون عمليّة لتجريب فعالية عملية خطف من نوع جديد، وربّما تكون مثلما ذكرت، أو لربما عطب فنّي، ويبقى ما أقول مجرّد وجهة نظر  !

اذا أعجبتك المقالة، شيّرها 



30.9.13

على أعتاب نهاية اللقب الأوّل !



تجتاحني الرغبة العامرة الآن للكتابة، وقد وقفت أمامي رفوف مكتبنا العتيدة في الكليّة، في آخر إطلالة لنا أمامها، تناظر زوّارها الراحلين بعد أيامٍ قليلة ليندمجوا مع عالمهم الجديد، بعد أن أنهوا 3 سنواتٍ من الكدّ والعلم من أجل أهداف تختلف وتسمو من شخصٍ إلى آخر.

ربّما أستعجل في كتابة فرحتي بإنهاء لقبي الأوّل في الإعلام، خاصةً أنه بقيت علامات مشروع التخرج النهائيّة قيد الإنتظار .. لكنني أعلم أنّ البداية الجديدة تقترب يوماً بعد يوم، والوصولُ إلى المبتغى بات أقرب من ذي قبل.

أُأرشف الآن ما تحتويه مشاعري من فرحٍ وتلهّفٍ للأيام اللقب الأخيرة، علّ طلّاباً في سنينهم التعليمية الأولى يقرأون ما أكتب، ويستلهمون ما قد يشعلُ همّتهم على البدء أو الإستمرار.

لم تكن سنينُ اللقب بالسهلةٍ أبداً، بل على العكس تماماً، كانت زخمة بالصعوبات والإنكسارات في أحايينَ كثيرة. ليالٍ كثيرة لا أذكر أنّني ذقتُ فيها طعم النوم، وتسريباتُ الخوف وضغوطات العمل والتقدّم كانت جمّة أشغلتني عن نفسي وعن أناسٍ كُثر، اضطررت تحمّل أعباء ذلك من أجل هذه اللحظة التاريخيّة من الآن !

ما أذكره أنني دخلتُ إلى عالم الإعلام من أوسعٍ أبوابه دون تخطيطٍ أو دراسة معمّقة ومسبقة من قبل، فما كان طموحي إلا الوصول إلى لقب كيميائي مثلاً، أو ممرّض في أحدى زوايا المستشفيات التي تعجّ بالمرضى مثلاً ! ، لكن اقتادتني يدُ الله إلى ما أنا عليه الآن لسببٍ أو لآخر.

ما زال عالقاً في ذاكرتي كلمات "المحبطين" بدرايةٍ منهم أو دون عن مستقبلِ عملي وإلى أين ستؤول إليه أيّامي وطموحاتي، خاصةً أنّ موضوع الإعلام قد بات رائجاً بشدّة -وفق تعبيرهم- ، وسيكون من الصعب علي إيجاد فرصةٍ "محترمةٍ" أصل فيها إلى أقل المستويات المطلوبة في التوظيف والتقدّم المهني إن صحّ التعبير.

لكن أستطيع أن أقول أن يدَ الله قد حطمت كلّ مخاوفي تلك، واستطاع اسمي أن يصل إلى إحدى محطات التلفزة الفضائية منذ السنة الأولى، والتقدّم لإختبار فحص ذاتي، وكذلك في السنة الثانية والثالثة أيضاً، هذا عدا عن فرص العمل الكثيرة التي كانت تقترحها عليّ مختلف المؤسسات الإعلاميّة وغير الإعلاميّة للعمل ضمن فريق عمل الشركة المعنيّة بفضل الله.

ولا بدّ لي من أن أذكر منافساتي على مستوى الدولة ومهرجاناتها الإعلاميّة، لأستطيع برفقة أصدقائي الوصول إلى تأسيس "فريق شبابيك الشبابي"، الرائد في مجاله في صناعة الأفلام والثقافة الإجتماعيّة المختلفة، ولكم هي كثيرةٌ الفرص والعروض المغرية التي تلقيناها من كبرى شركات الإنتاج التلفزيوني والإعلامي على المستوى المحلي والعربي.

من الإعداديّة - نوستولوجيا !

من ذاكرتي البسيطة، أن طُلب منّا ذات يوم عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي - صف التاسع- وقبل دخولنا إلى المرحلة الثانوية، طلب منّا مدرّس اللغة العربيّة يومها أن يكتب كلّ طالبٍ فينا عن نفسه بعد خمسة/ عشرة أعوام أين سينتهي به المطاف. أذكر أنني قد كتبت يومها (صحفي) بقلم رصاصٍ غير مبريٍّ جيّداً، مما جعل أحد زملائي يقرأها (صحابي)، فسأل مستغرباً: "بدّك تصير صحابي مع الرسول O.o" !

لعلّ الثانوية قد غيّرت بأحلامي الكثير، مما حدا بي العزوف عن هذا التوجّه الإعلامي والصحفيّ في حينه، لكن يبدو أن "جينات" الإعلام تحرّكت بقدرِ الله وجعلتني أعود إلى مسلكي وطموحي الأوّل الصغير!
............................................ 

الطريق ما زال في بدايته، الأحلام كثيرة، الطموحات أكثر، وما زال المجتمع والوطن ينتظر منّا الكثير الكثير. لا أعتبر نفسي قد قدّمتُ شيئاً يُذكر، ما أكتبه الآن هو محاولة أرشفة ورفع همم. واللهَ اسأل أن يوفق جميع الطلّاب في مختلف سنينهم الجامعية، وأن يشرفنا باستخدامنا لخدمة الدين والمجتمع.


يكتبها لكم،
عُمر أبو صيام
كليّة عيمق يزراعيل
30/09/2013


21.10.12

خاطرة إعلاميّة (1)

بسم الله الرحمن الرحيم


ربّما نجحتُ أخيراً أن أفصّل وقتاً بسيطاً للتدوينِ، بعدَ أن سرقتني الصّحافة والإعلامُ التقليدي عن هذه الطقوس الرهيبة. فبعد حوالي ثلاثةِ أشهرٍ من مباشرتي العملَ الحقيقيّ كمحرّرٍ في أحد المواقع الإلكترونيّة والتي تعنى بالأخبار العامّة والخاصّة كذلك، أحاولُ أن أعودَ أدراجي وبينَ مكاني الأوّل ولو لدقائق فقط.

كم هو قاسٍ أن تكونَ إعلاميّاً أو صحفيّاً حتّى، فلا مكانَ لآرائك هُناك، وليس لمشاعركَ أيّ قيمة، ولا إعترافَ بما تحبّ أو بما ترفض، كلّ ما عليكَ هوَ النّقل أو التغطية دونَ تعليقكَ على الموضوعِ حتّى! ، لا مكانَ لعلاماتِ التّعجبِ (!) هُناك، فمن أنتَ حتّى تتعجّب؟! ولا مكان للثلاثِ نقط خاصّة الإستدراك والتأمّل (...)، الفاصلة والنّقطة هُما حقّك وفقط، وفي أسوأ الظّروف تستطيع استخدام الفاصلة والنقطة (؛) وكلّ ما هو خلافهما سيُحذف!

يبدو لي أنّني سأكتب المزيد عن تجربتي الإعلاميّة مقابل التدوين الحُرّ، فسابقاً كنتُ أكتب لذاتِ التدوين والنّقد البنّاء، أو الإشادة بأشخاص وأناسَ أختارهُم أنا، علّمني التدوينُ دقّة الملاحظة، والتفصيل في كلّ شيء حتى لا أكونَ عُرضة "للصحافة" والمدوّنين!. لم أكن لأتصيّد الأخبارَ أو المواضيع على اختلاف أنواعها إلّا من أجل عرضها للنقدِ أو للإشادة.

لقد غيّرني الإعلام  -وأنا أتحدّثُ عن 3 أشهر فقط-، وبتّ أتصيّد الأخبار لأكونَ السّبق الصّحفيّ إن لزمَ الأمر، أو ليمنحني جمهورُ أداتي الإعلاميّة الثّقة بسرعتي على النّشر ووصول الموارد الإعلاميّة الصّادقة إليهم قبل الجميع.

في مدوّنتي أتحدّثُ باسمي دونَ الخوف من هذا أو ذاك، ولكم نوقشتُ في كتاباتي هُنا دونَ وجلٍ أو خجل مما أكتب. لكنّ الإعلامَ يفرضُ عليكَ "الأجندة" الخاصة بمكان عملِك، وإن لم تتشابه أجندتكَ بأجندة ما تعمل به، فهي قمّة النّفاقِ والتلوّن!

حادثة أثّرت بي

كنتُ قد تسامرتُ وإيّاه في ذاتِ الّليلة، ربّما ضحكنا معاً، وتجاذبنا ما طاب من الحديثِ وطيبِ الكلام. وقبل انطفاءِ النّجوم، ودّعته حيثُ زرته في المشفى لحادثٍ ألمّ بطفله. استيقظتُ إلى عملي، لأجدَ خبرَ وفاة طفله مكدّساً في "الإيميل"، ولأنشرَ خبر وفاته للإعلام، دونَ مشاعرٍ تُذكر، أو حتّى أن أعزّيه بطفله إعلامياً .. لم أكتب عن سهرتنا اللطيفة قبل وفاته، أو ما قد ذكر لنا عن طموحاته وأحلام طفله لدى شفائه، ولم أكتب ماذا قال أطفاله لدى زيارتهم أخاهم الصغير الراقدِ بهدوءٍ في سريرهِ الحديديّ، ولا عن تسائلهِ كيف سيقوى على إخبار أطفاله الثّلاثة بمعنى "الموت" ، وكيفَ سيربطُ من جأشه أمام زوجه الحنون .. لم أذكر أياً من تلكَ التفاصيل، فقط ما ذكرتهُ كان بكلّ بساطة: "تشييع جثمان الطفل ..." .. وعرضتُ الصّور، ووافقت على تعقيبات التعازي!
 هكذا تفرضُ علينا الصّحافة، وبذاتِ الطريقة يحترقُ القلبُ والأعصاب!

(يتبع)

20.8.12

"سما" تنطلق بمناطيدها الضّوئيّة !

بسم الله الرحمن الرحيم

تقرأ في 3 دقائق ونصف!

انقطاعٌ طويلٌ منذ آخر يومٍ دوّنتُ فيه هُنا، سأعزيه للظروف أوّلاً، وحصّة الأسدِ لكسلي الشديد في عدم التدوين لا أدري لماذا! لكن بكلّ الأحوال أنا ما زلتُ هُنا وأحمدُ الله أنّ متابعي المدوّنة ما زالوا يسألونَ عن سبب هذا التقصير الملحوظ. فكلّ الشّكر لكم جميعاً وسأعدكم بإحياء المدوّنة من جديد بملاحظاتٍ دقيقةٍ هُنا أو أفكارٍ واقتراحاتٍ هناك..

أما بعد..

كنتُ قد دُعيتُ في الأمسِ الموافق للسّبت 19.8.12 لسهرة العيد في منتجع الواحة. كان من دعاني هُم مؤسسو الحراك الشّبابي في أمّ الفحم، والذي خرجَ علينا في الأمس بمسمّى "سما"، في فعاليّةٍ مقتضبةٍ لليلة عيد الفطر السّعيد.
لا أنكرُ أنّ يومي كانَ حافلاً ومتعباً بعضَ الشّيء، لكن كان لا بدّ من الإجتهاد للقاء أشخاصٍ انتظرتُ أن يخرجوا إلى النّور بمشاريعهم منذ العام الماضي، خاصّةً أنّنا كنّا سويّاً في خضمّ معركةٍ تطوعيّة أخرى.
وصلتُ إلى منتجع الواحة، وهناكَ قام باستقبالنا مجموعةٌ من المتطوّعين والمتطوّعات يرتدون حلّة "سما" البهيّة والتي أشدتُ حقاً بألوانها ونضارتها. كان الجميعُ يعمل بسرور، ما يزيدُ عن الـ 20 شخصاً من الذّكور والإناث يتواصلون بعضاً ببعض تارةً ومع جموعِ القادمينَ تارةً أخرى. كانَ التّرحيب أيّما ترحيب، خاصّةً وقد نامت سلّاتُ الشوكولاه الشّهيّة على موائدَ مخصّصة، كذلك عصائرُ الضّيافة ومشتقّاتها. ومروراً بسكرتاريّة الإحتفال اللواتي خُصّصن لإحصاء وتسجيل مشاركي الإحتفال، ارتسمت لوحةُ المشاركينَ بالإحتفال، وكانَ أكثر ما سرّني هو تنوّع الأجيال والحضور الواسع من قِبل العائلات. كانَ الجميع يجلسُ منتظراً إطلاقَ مدفعِ البداية، والكلّ مترقّبٌ لهذه الأمسية النّوعيّةِ لمجموعةِ متطوّعين غيرَ محزّبين، دونَ الدّخول في المعترك السّياسيّ الجافّ، أو المداهناتِ لفلانٍ أو لحزبٍ ما. 

ثمّ لمّا كانت البداية، لم تخلُ الأمسيةُ من تكبيراتِ العيد للشّيخ "علي الملّا" مؤذّنُ الحرمِ المكيّ، بالإضافةِ إلى أناشيد الفنّان سامي يوسف وفرقة طيور الجنّة، مع عتبي لعدم افتتاحها بآياتٍ من الذّكرِ الحكيم. لم يكن هناكَ كلماتٌ أو استضافات فارغة، إنّما اكتفى "الحِراك" بكلمةٍ مُوجزة لممثّلتهم في الحراك، اكتفت بطرحٍ جذّاب لماهيّة التطوّع وأهميّته عن طريقِ فعّاليّاتٍ بسيطةٍ شاركت بها الجمهور. وكانت الفقرة التّالية عبارة عن توزيعِ جوائزَ للحضور حصلتُ فيها على كتابٍ أخّاذ!
وأخيراً كانت الفقرة المركزيّة بإطلاقِ "مناطيد ضوئيّة" إلى الفضاء، سجّل كلّ شخصٍ عليها رسالته إلى سوريا الجريحة، وتمّ إطلاقُ مئاتِ المناطيد لتضيءَ سماءَ أمّ الفحم حُزناً وأملاً في ذاتِ الوقت.



ولأكونَ أكثرَ صراحةً، فأنا لم أكتب هذه التدوينة للتملّق أو لمجاملة أعضاء الحِراك، وجميعهم دونَ استثناء أصدقائي ولنا تواصلٌ شبه دائم، فأنا إن طُلبَ منّي التقييم فلن أعطيهم 100% ولا حتّى 90% ! ، وأظنّ أن ذلك أيضاً لن يعجبهم لو قلتُ ذلك. فالأخطاءُ وُجدت، ولعلّ بعضها كان جليّاً.. لكنّي لم أكتب اليوم لأتحدّث عن الأخطاء أيضاً، فلم تكن تلكَ شيمي خاصّة في مكانٍ عامٍ كهذا.

ربّما هي لفتةٌ للحراكِ والإشادةِ بهم، وحثّ المجموعات "الفيسبوكيّة" على السّيرِ على خطاهم، فالإكتفاء بالتّنظير والنّقد لم يكن حلاً سحريّاً أبداً.. ومن تابع تدويناتي السّابقة لاحظَ أنّني لطالما ناديتُ بالرّوحِ العمليّة والنّزولِ إلى الشّارع وفهم متطلّباته. وكم سيسعدني أن أرى في الأيّام المقبلة إتحادات المجموعات التطوعيّة كـ"سما الحراك الشّبابي" وغيره من المجموعات في فعّاليّة مشتركة مع حفظِ كلّ فريقٍ لإسمه.

أما أنتم أصدقائي في الحِراك، فاليومَ اليوم قد بدأت مهمّتكم، ونحنُ في انتظار المزيد منكم، ولتعلموا أنّ الأيّام المقبلة ستكونُ أكثرَ صعوبة، وأكثرَ حُلكة .. وفي ذات الوقت أكثرَ مُتعة. كم أتمنّى أن تسعوا لتطوير أنفسكم، وإلى توفير الدعم اللازم أيضاً للمجموعات الشّبابيّة التي تودّ العمل خارج إطاركم بتقديم يد العون والمقترحات اللازمة ليتطوروا وينافسوكم بالخير والعمل التطوّعي.. "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"



وأخيراً اسمحوا لي أن أكشفَ عن مخطّطٍ جديٍّ وحصري، بأنّ فيلم "شبابيك 2" والذي طالَ انتظاره، سيتمّ عرضه قريباً في حفلةٍ مختلفة، وروحٍ مختلفة .. بالتعاون مع "سما- الحراك الشّبابي" ، فكونوا بالقرب أعزّائي.


* كلّ الفخر بكلّ فئة أو مجموعة تطوّعيّة ستقوم وستنشأ في ربوعِ بلادنا خاصّة وأرجاء الوطن العربي عامّة.
* أنتظر أن أدعى لأيّامٍ تطوعيّة أو أمسيات من هذا القبيل لأكتبها هُنا
* انتظروا فيلم "شبابيك 2" بعد العيد إن شاء الله.
* لا تنسوني من صالح دعائكم



يكتبها لكم،،
عُمر أبو صيام



18.6.12

مباركة + تصميمان بمناسبة الفوز في مصر !

بسم الله الرّحمن الرحيم

كيف نكتب وعن ماذا نكتب يا شعبَ مصرَ العظيم، لقد أشغلتمونا وأشغلتم العالمَ بأسره بنضالكم واحتراقكم من أجلِ الحريّة!
لن أتحدّث كثيراً، ولن أحلل أبداً ، تدوينتي الآن مشاركة ومباركة لأعزّائي وأصدقائي في مِصرَ العزيز ..

تصميمانِ متواضعانِ أقدّمهما تعبيراً عن فرحي بفوزِ قائدنا القادم محمّد مُرسي 

لمشاهدة التصميم بحجمة الطبيعي أضغط على الصّورة
جودة أعلى: اضغط هُنا


 
 
لمشاهدة التصميم بحجمة الطبيعي أضغط على الصّورة
جودة أعلى: أضغط هُنا




* كل التحيّة لشعب مصر العظيم
* أتمنّى أن تنال التصاميم إعجابكم
* يرجى ذكر المصدر عند النّقل وهو مدوّنة عُمريّات
* لا تنسوني من صالح دعائكم  


يكتبها لكم،،
عُمر أبو صيام

22.5.12

واجب تدويني | حياة مُدوّن

بسم الله الرحمن الرحيم

كجزء من حلّ الواجب الذي ألقته إلينا الأخت المُدوّنة جاردينيا عبر مدوّنتها مُدوّنة جاردينيا، سأقوم بحلّ الواجب وهو عبارة عن عدّة أسئلة عليّ الإجابة عليْها كمدوّن

أسم الواجب:
حياة مدوّن

الأسئلة :
1. كيف بدأت رحلة التدوين خاصتك ؟
2. ما هي طقوسك التدوينية ( مثال : وقتك المفضل للتدوين ، جوّك المفضل ) ؟
3. من اي تستلهم الأفكار لكتابة تدوينات جديدة ؟
4. ما هي التدوينة الأقرب لقلبك ؟ وما هي التدوينة التي تتمنى لو أنّك لم تطرحها ؟
5. أفضل مدوّنة تتابعها ؟
6. تدوينة كتبتها قديماً وما زالت كمسوّدة لم تُنشَر بعد ؟

* اختر مدونين آخرين ليقوموا بحل الواجب .

أجوبتي

1. كيف بدأت رحلة التدوين خاصتك ؟
لم تكن فكرة التدوين كتدوين جديدة علي، فأنا أدوّن منذ عام 2007 لكن في دفتر خاص بي لم أسمح لأحدٍ بالإطّلاع عليه. بحيث كنت كلّما شعرت بالضّيق، أو الإنجاز أو أي شيء من هذا القبيل أدوّنه. أما تجربة التدوين الإلكتروني فقد راقتني منذ أن تعرّفتُ عليها لكن لم أطلق مدوّنتي لشعوري بعدم النضوج، لذلك دائما ما كنتُ أؤجلها. جرّبتُ ذات مرّة افتتاح مدوّنة تعنى بتصميم الجرافيكس لكن افتتحتها ولم أعد إليها!. ما جعلني أغيّر رأيي وأفتتح المدوّنة بشكل جدّي كانت عندما بدأتُ بتلقّي تعليميَ العالي في موضوع الصّحافة والإعلام. كانت مفاجأتي كبيرة عندما كان لدي مادّة (كورس) خاص بالتدوين الإلكتروني والصحافة الإلكترونيّة، حيث عرضت المُحاضِرة علينا الكمّ الهائل من المدوّنين الذي تحويه الولايات المتحدة الأمريكيّة وأوروبا بشكل عام. وأيضا حدّثتنا عن إنجازات المُدوّنين هُناك، وكيف كانَ أحد المدوّنين سبباً في إستقالة أحد وزراء الأحزاب المعروفة هناك لإستطاعته رصد إحدى الفضائح عن طريق مدوّنته. فلم أستطع مقاومة الموضوع، وشعرت بحاجة ماسّة لأن أمتلك مدوّنة وأبلور أفكاري فيها.

2. ما هي طقوسك التدوينية ( مثال : وقتك المفضل للتدوين ، جوّك المفضل ) ؟
 أحبّ التدوين مساءاً فقط وأفضّل أيّام الخميس رغم أنّي لا ألتزم بها كثيراً. أحبّ أن أدوّن في جوٍّ هادئ على الأغلب، وعادة قبلَ أن أدوّن أحضّر لنفسي كأساً من "النسكافيه" !

3. من اي تستلهم الأفكار لكتابة تدوينات جديدة ؟
الأفكار أستلهمها من الشّارع وما يصادفني. ربّما يختلف عقل المُدوّن عن غيره أنّ المدوّن يطوّر لديه خاصّية النّظر إلى الأمور بعين المراقب المتفحّص لصغرى الأمور، وتبدأ الكلمات تتكوّن في رأسه لدى استحسانه أو استنكاره لأيّ شيء كان. كذلك قد تستلهمني تدوينات في عدّة أماكن، فأطرح نفس الموضوع لكن من وجهة نظري إما المناقدة أو المماثلة. وأخيراً قد أستلهمُ أموراً كثيرة من أغنية أو قصيدة أو كتاب هنا أو هناك .. 

4. ما هي التدوينة الأقرب لقلبك ؟ وما هي التدوينة التي تتمنى لو أنّك لم تطرحها ؟
 على الأغلب أحبّ جميع تدويناتي وأفخر بها، وهناكَ عدّة تدوينات أحبّها منها:
- سوريا تنزف أنقذوها: والتي وصلَ عدد قرّائها إلى أكثر من 5600 قراءة !
- أيّها المنشدون، كفاكم استهتاراً بذائقة جمهوركم: والتي حقاً كلّي فخر فيها لأنها وصلت إلى مسؤولي المهرجانات في الأردن وحقاً تقبّلوا النّقد وعملوا على تحسينه بعدَ لاقت التدوينة صداً كبيراً .. لا أقول أنّها السبب المباشر، لكن كان لصراحتها الموجعة التأثير!
- محمّد بشار مش معقول : والتي لاقت صداً غيرَ معقول! ، حتى أنني عندما قابلت محمّد بشّار وأخبرته أنني صاحب مدوّنة عُمريّات سرعان ما عرفني وأشاد بهذه التدوينة وباللقب الذي منحته اياه والذي انتشرَ على لسان معجبيه دون أن يدروا أنّ اللقب خرجَ من هنا!
تدوينات الإضراب الفيسبوكي النّاجحة بأكملها لما أحدثت فارقاً في حياة الكثيرين :)
تدوينة نادم على طرحها: ليست هناكَ تدوينة بعيْنها، ذلك أنني أبلور الفكرة على مدار أسبوع وبعد ذلك أطرحها، فعمليّاً تمرّ التدوينة عدّة أيام في رأسي وهي فرصة كافية للتفكير.. لكن ربّما أندم على بعض المصطلحات في إحدى التدوينات وهي قبل الثّورة المصريّة عندما وصفتُ الإعلامي عمرو أديب بالرّائع .. عندما أقرأها أشعر بالغباء لدى قراءتها صراحة !

5. أفضل مدوّنة تتابعها ؟
لديّ العديد من المُدوّنات التي أتابعها لكن سأذكر بعضها
مدوّنة عمر توك
مدونة الراصد الإعلامي
مدوّنة جاردينيا
مدوّنة يا لور
مدوّنة إبداع
مدونة دردشة مقرقعة
وغيرها وغيرها 
6. تدوينة كتبتها قديماً وما زالت كمسوّدة لم تُنشَر بعد ؟
صراحة هناك الكثير :$ ، لكن قريباً سأنشر تدوينة بعنوان "متعة التدوين" (صدفة منيحة) ، و "فتنة الكاريزما" !
* اختر مدونين آخرين ليقوموا بحل الواجب .
  OmarTalk
شكرا للأخت جاردينيا على هذا الواجب والذي جعلنا نتوقّف لحظات لنجدّد العهد مع التدوين ورسالة التدوين ككلّ
وكلّ الشّكر لمتابعي المدوّنة من مختلف دول العالم العربيّة منها والأجنبيّة
  • لو أعجبتك المدوّنة انشرها بينَ أصدقائك
  • لو كانت هناكَ أسئلة سأسعد بالإجابة عنها
  • أسعد بتقبّل الإقتراحات لتدوينات قادمة
  • لا تنسوني من صالح دعائكم
يكتبها لكم،،
عُمر أبو صيام

20.5.12

800 يا ديمة :) !

بسم الله الرحمن الرّحيم




تُقرأ في دقيقتين

بطبيعتي أكره كثيرَ الكلام، وكثرة الإستنكار وكلّ ما رادفه. أحبّ أن أصنّف من فئة قليلو الكلام وزخيمي الأعمال، لذلك أحاول التفكيرَ بطريقةٍ عمليّة في الدّرجة الأولى وأشجّع العمليين أكثرَ منهم أصحاب أفواهِ الهواء!

ديمة إغباريّة صاحبة ال17 عاماً من مدينتي مدينة أمّ الفحم، أصابت في قُطرِ المؤسسات الأكاديميّة 800 سهم، ونقشت أسمها بقوّة في ميادينهم. أعتقدُ أنّ ديمة الآن تعيش أروعَ أيّامها لما وجدته من اهتمامٍ إعلاميٍّ محليّ، وللإعلامِ الشّرفُ في ذلك. في الحقيقة أنا لا أعرفُ ديما لا من قريبٍ ولا من بعيد، وحتّى هي لا تعرفُ عن وجودي أصلا! ، وما كتابتي لهذه التدوينة إلّا لشعوري العظيم وفخري الكبير بهذا الإنجاز الذي رفع من اسم مدينتنا الحزينة. أذكرُ أنّ خبر العلامة قد تزامن مع حادثة القتل الأخيرة، مقتل السيّد أحمد أبو غزال رائد ميادين العِلم والتعلّم، والذي فجعَ له الوسطُ العربيّ أجمع. عندما نُشرَ الخبر ربّما لا تدري ديما كم بعثت في نفوسنا الأملَ والحبّ، فمِن أشخاصٍ بائسين تحوّلنا فجأةً إلى أناسٍ يعلمونَ جيّداً أنّ مدينتهم ولّادة، فاليوم قُتل أبو غزال غدراً، لكن وُلد من يكمل عنه هذا المشوار. لا أعلمُ إن لاحظتم كيف تغيّر خطابُ الفيسبوكيين بين ليلةٍ وضحاها فمن تعبيرهم: "راحت عليكي يا أم القتل" إلى "هاي هي أم الفحم اللي منعرفها!"

ما أودّ الوصولَ إليه أأبناءَ مدينتي، التغيير لا يكونُ من فئة واحدة ولا نعوّله على جماعةٍ أو كُتلةٍ بعينها. الكلّ شريكٌ بالتغيير. صاحبةُ ال17 عاماً استطاعت أن تقلبَ الكثير، وأنتَ في مكانكَ ومن وراءِ حاسوبِكَ تستطيع أن تكونَ إنساناً عمليّاً فعالا. لا يحتاج الموضوع سوى خطّة عَمَل، والأهمّ من ذلك هو التنفيذ. 
لاحظوا كيف يعترينا الأمل عندَ كلّ مشروعٍ مهما كان صغيراً يذكرُ عن مدينتنا. خبر تفوّق طلابنا، مجموعة شباب تنظّف مقبرة، مجموعة أخرى تزرعُ مقاعدَ في الطرقات، وأطفالٌ يلوّنون التسامحَ في مدارسهم. يقول د.عبد الكريم بكّار في إحدى إصداراته: "النّهضة ما هي إلّا مجموعةٌ المشاريع الصغيرة، والمبادرات الفرديّة، تشكّل معاً كتلةً كبيرةً تقودُ إلى النّهضة".
ليسَ هناكَ حلّ سحري للمشكلة، وإنما هناكَ مجموعةٌ من الحلول تتلخّص بعنوانٍ واحدٍ والذي ربّما لم يتطرّق إليه معظم المنظّرون والمستنكرون، وهو إحياء العمَل الخيري الجماعي، حتّى يغطّي على أعمال العنف والشّغب الموجودة. أعتقدُ أنّ العنف لن ينتهي، ولن نستيقظَ في أحدِ الأيام ونرى حلّاً سحرياً يبشّرنا بنهاية موضوع العنف وطيّ ملفه. العنف سيقلّل ويقنن فقط عن طريق زيادة المشاريع الخيريّة الصّغيرة في البلدة، ومن يدّعي أنّ لديه الحلّ السّحري فأقولها له بملئ فمي: "أنتَ كاذِب!"

أنا أحيي وأدعم كلّ مبادرةٍ حتى وإن كانت مجموعةً فيسبوكيّة، لكنّ مشكلتي مع هذه المجموعات هو اتقانها للكلام والطموحات السّرابيّة. أتمنّى أن نكفّ عن الأحلام، فمدينتنا لن يخرجها أحدٌ من قبرها سوى أبناءها العاملين. أترك شاشتكَ قليلا وانزل إلى الشّارع.. أنظر متطلباته، استمع إلى أناسه وانطلق بمبادراتكَ نحوَ التنفيذ. 

شخصياً أحضّرُ للعديد من المشاريع العمليّة، معظمها باتَ مخطط له على الورق في انتظارِ وقته للنزولِ إلى الميدان. لا أحبّ الحديثَ عنها أبداً أو أعلنَ لأحدٍ عنها لا من قريبٍ أو بعيد حتى أرى نجاحه باتَ وشيكاً. ولئلّا أنعتَ بالحالمِ الولهان!!
 

أتمنّى أن أرى أو أدعى إلى مبادراتٍ حقيقيّة في الأيّام القادمة!


* التدوينة مجرّد فضفضة لكثرة احتكاكي "بكثار الحكي" مؤخراً 
* كلّ الفخر بطلاب البسيخومتري في البلاد وخاصّة أبناء مدينتي أم الفحم.
* إن أعجبتكَ التدوينة أنشرها بين أصدقائك
* لا تنسوني من صالح دعائكم


يكتبها لكم،،
عُمر أبو صيام

17.5.12

بعدَ خمسة أيّام من الإضراب ، ماذا حدث؟!

بسم الله الرحمن الرّحيم


ها قد مرّ اليومُ الخامس بنجاح في مشروعِ إضرابنا الفيسبوكي في حملته الثّانية، أو لنقل "إضرابنا عن جهلنا بأنفسنا" ! ..
كلّي فخرٌ بكم أيّها الجهابذة المُضربين، ربّما سيسائلني الكثيرون بعد هذه التدوينة، لماذا أصرّ على استعمالِ كلمة جهابذة ولماذا كلّ هذا الفخر لشيءٍ ربّما يظنّه البعضُ بسيطاً أو لربّما مجرّد العمل به ليس له من البطولة مكان. صحيح، ليس الأمرُ بطوليّاً ولم ندّعي ذلك.. لكن على الأقل على المستوى الشّخصي الفرديّ هو أمرٌ كبير يحتاجُ إلى التفكير قبل الإقدامِ عليه. ربّما لا يعلم الجيل القديم أو الأشخاص الذين لا يملكونَ حساباً على الفيسبوك مدى تأثير هذا الموقع الإجتماعيّ على أوقاتنا، وربّما لا يعلمُ أحدٌ كم أثّرت التكنولوجيا بشكلٍ عام على حياتنا وتصرّفاتنا بشكل كبيرٍ وملحوظ، ويستهجنون تولّعنا بالتكنولوجيا الحديثة متمثّلةً بجميعِ إصداراتها.

مثلا، ربّما أكثر ما شغلني في صغري هو الرّسم، مشاهدة الرسوم المتحرّكة، واللعب على دراجتي الهوائيّة أو أحياناً  كنتُ رياديّاً في ملاعب كرة القدم. أمّا اليوم فتحرمني التكنولوجيا الحديثة من ممارسة أيّ شيءٍ من ما ذكرت مع التطرّق للجيل طبعاً. دائما ما تُشعركَ التكنولوجيا بضغط الوقت، ومصطلح "مضغوط كثير" . لن أبالغ إن قلتُ بأنّ معظم الوقت قد يمضي بتفحّصكَ لحسابكَ الفيسبوكي أو تويتر دونَ أن تدري.. فخمس دقائق هنا وعشر هناك في كلّ ساعة، ستقلب لكَ موازينَ تخطيطاتك والموضوع مدروسٌ وعن تجربة!

لو لم تملِك حساباً فيسبوكيا أرجوكَ لا تهزأ بنا وبإضرابنا، فلكلّ جيلٍ معاناته مع الوقت واستغلاله، فكما كان ركوب الخيل ذاتَ مرّة أحد المُلهيات.. نحنُ نعاني إدماناً فيسبوكيّاً بلا شك. إضرابنا الأخير كان مثمراً بشكلٍ لا أستطيعُ وصفه، لما وجدتُ فيه من بركة الوقت والإلتفات إلى الواجبات المُهملة.

أحد أصدقائي بعثَ إليّ إلى جوّالي رسالةً شرحَ لي فيها ماذا أضاف له هذا الإضراب.. مع العِلم أنّه يخوض إضراب الخمسة أيّام للمرّة الأولى وكان معروفاً أنّه "ملزّق" بالفيسبوك! (يعني ما في حِجّة للي بقول صعبة 5 أيّام من أوّل مرة)، يقول في رسالته وأنقلها حرفيّاً:

اشياء انجزتها عند اضرابي عن الفيسبوك:
١- التعرّف على مقامات تجويد جديدة ومحاولة تطبيقها.
٢- قراءة كتاب "حياة بلا توتر"- د.ابراهيم الفقي
٣- مشاهدة برنامج "لو كان بيننا"-احمد الشقيري
٤- متابعة موقع الدكتور زغلول النجّار- الاعجاز العلمي في القرآن
٥- قراءة كتاب تفسير القرآن للسيد متولي الشعراوي.
٦- الجلوس مع الاهل لفترة طويلة ومناقشة بعض المواضيع
٧- التركيز في العمل بشكل ملحوظ
٨- مشاركة افكار بيني وبين خطيبتي. وزيادة في كمية الدقائق التي نتكلمها مع بعض.
٩- ثاني يوم من الاضراب اجريت اختبار لذاتي الا وهو: ان في هذا اليوم قررت انني لا اريد ان اغضب او اتوتر مهما حدث معي من امور!.. وبالفعل نجحت وهذا كان انجاز عظيم بالنسبة لي لاختبار ذاتي.
١٠- التحدث مع اصدقاء عبر الهاتف، وخاصة اصدقاء لم اتحدث معهم من فترة طويلة.
١١- الاحسان ومحاولة تطبيق اخلاق النبي: ١-النظافة ٢- عدم الاسراف ٣- الانهاء عن المنكر ٤- الشكر لكل من تقدم لي بخدمة ٥- الاكثار من الحديث عن سيرة الرسول. وغيرها
١٢- اللعب مع الاطفال مهما كانت لعبتهم
١٣- العزف على الجيتار

إحدى الزّميلات لي في الكليّة أيضاً بعثت لي على جوّالي بعد أن "قلبَ" الفيسبوك أيّامها على حدّ تعبيرها .. حيث كانت تقضي معظم الليل في السّهرِ على الفيسبوك.. وكم من محاضراتٍ ضيّعتها من أجلِ أن تستعيض بالنّوم عن ما فاتها. بعثت لي:
"حاسة حالي زي الي عم بتعالجو من إدمان" ثم أضافت: "ولااااو قديش مرتاحة وهاي أوّل مرّة بيصحلي أنام بالنّهار من أكتر من 4 سنين، وحاسّة حالي مثقفة غير شكل. قرأت 2 מאמרים (مقالات) أول مرة بعملها بحياتي" ، ثمّ طلبت: "بما إنو وقتك صار أفضا بكرا بتعلمني أصلّي:)"


أخيراً، هذا غيضٌ من فيض، الأمثلة كثيرة جداً جداً .. لذلك، ألا يحقّ لي أن أفخر بالمضربين الكرام؟!

سأفتحُ الفُرصةَ لكم مجدداً لتحدّثوني عن إنجازاتكم في الأيّام الخمسة الأخيرة .. في إنتظاركم :)


* آسف لعدم افتتاحي تدوينة تسجيل حضور يوم الثلاثاء لإنشغالات خاصّة
* من قام بالإضراب ثلاثة أيّام فليكتب ذلك ومن أضرب خمسة أيّام أيضاً أرجو أن يكتب تسجيل حضوره وإضافة الإضراب له.
* من أعاد تفعيل حسابه الفيسبوكي أرجو أن يقوم بنشر هذه التدوينة عنده لعدم تفعيلي حسابي في الوقت الحالي..
*أرجو أن تعمّ الفائدة وأن تنتظروا الفعاليات القادمة
*لا تنسوني من صالح دعائكم



يكتبها لكم،
عُمر أبو صيام